25 نوفمبر 2011

مصطفى عبد الرازق و سلامه موسى فى حياة نجيب محفوظ


نجيب محفوظ عايش ثورة 1919 حيث كان عمره وقت ذلك ثمان سنوات . فى فترة ثورة 1919 و الفتره التى تلتها  ،و هى فترة صبا و شباب نجيب محفوظ ، اتولدت فى مصر روح جديده بعد عصور التقوقع و فقدان الإحساس بالهويه. ثورة 1919 جسدت الشعور بالقوميه المصريه و انتاب المصريين احساس بالفخر الوطنى و العزه القائمة على الإيمان بتاريخ مصر و وحدتها الوطنيه و تطلعها لمستقبل مشرق اساسه الانفتاح العلمى و الثقافى على العالم و بالذات على الغرب بإعتبار حضارته هى الحضاره المتفوقه و السائده.
من نتائج ثورة 1919 كان خروج السيده المصريه للحياه بعد ماعاشت سنوات طويله فى ظلمات القهر و البرقع و العزله الاجتماعيه التى فرضتهم عليها التقاليد الباليه و الفكر الاستبدادى. بطبيعة الحال الروايه الإجتماعيه ليس من الممكن أن يكون ليها كينونه و تطور من غير العنصر النسائى و لا تبقى روايه تتكلم عن مجتمع الذكور بس و ليس بها اجواء الحب و العواطف السويه و التعامل الإجتماعى الطبيعى و الترابط الإنسانى. و حتى قبل الثوره بخمس سنين نشر محمد حسين هيكل رواية " زينب " باللغه المصريه الحديثه التى تعتبر أول روايه مصريه وكذلك أول روايه مصريه تتحول لفيلم سينمائى . بيظهر اثر ثورة 1919 على نجيب محفوظ فى أكثر من رواية من رواياته و تعتبر شخصية السيد عبد الجواد المعروف باسم "سى السيد" بطل " الثلاثيه " تجسيد فنى واقعى و حى لحالة الست المصريه و استبداد الرجل بزوجته و اولاده فى المجتمع المصرى فى بدايات القرن العشرين.
بعد انهاء نجيب محفوظ شهادة " البكالرويا " دخل قسم الفلسفه فى كلية الأداب فى جامعة ( فؤاد الأول ( جامعة ( القاهره الآن ) و أخد ليسانس فى الفلسفه سنة 1934. فى فتره الدراسه فى الجامعه اتعرف نجيب محفوظ على شخصيتين مهمين اثرو على توجهاته الفكريه و هما الشيخ مصطفى عبد الرازق كان وقتها استاذ الفلسفه الاسلاميه فى كلية الأداب و الشخص التانى كان المفكر سلامه موسى
مصطفى عبدالرازق
. مصطفى عبد الرازق و سلامه موسى كانوا من نتاج ثورة 1919 عاشو فتره من حياتهم فى الغرب و اضطلعوا على اجواءه الثقافيه و العلميه و الاقتصاديه. اتعلم نجيب محفوظ من مصطفى عبد الرازق كيف يفهم الدين بطريقه سمحه و مستنيره بترفض التعصب و التطرف و بيظهر اثر مصطفى عبد الرازق فى كتابات نجيب محفوظ على شكل مناقشات فكريه و فلسفيه مستنيره.
سلامه موسى من ناحيته أثر تأثير كبير على افكار نجيب محفوظ. سلامه موسى كان مفكر مستنير بينادى بالحريه و التطور و التقدم و كان بيؤمن بالحضاره الغربيه ايمان كبير و كان بيعتبرها بعلومها و فنونها و صناعاتها أساس للتمدن و التقدم و كان مدرك ان من غير الأخذ بالحضاره الأوروبيه لن يكتب لمصر التقدم . سلامه موسى من جهه ثانية كان فى نفس الوقت من المتحمسين لحضارة مصر القديمه كحافز مهم و ضرورى للمصريين لتقدم مصر و نهضتها و فى هذه النقطه اتأثر نجيب محفوظ بسلامه موسى تأثر واضح. نجيب محفوظ اتحمس لحضارة مصر القديمه و اول كتاب نشره كان ترجمه لكتاب انجليزى اسمه " مصر القديمة " و الذى قام بنشر هذا الكتاب له سنة 1932 كان سلامه موسى نفسه. و تحت تاثير سلامه موسى ألف نجيب محفوظ ثلاث روايات عن مصر الفرعونيه و هى " عبث الأقدار " و " رادوبيس " و " كفاح طيبه " ، و كان مخطط إنه يألف روايات عن تاريخ مصر من ايام قدماء المصريين لحد العصر الحديث لكن غير اتجاهه بعد ما نشر " كفاح طيبة " سنة 1944.
سلامه موسى
نجيب محفوظ أخذ من سلامه موسى النزعه التجديديه و التطلع للحضاره الحديثه و أفكار العدل الإجتماعى و التوليرانسيه و حب مصر و الإفتخار و الاعتزاز بأمجادها القديمه. اخذ نجيب محفوظ من سلامه موسى أيضا أمر هام وهى الكتابه العميقه بكلمات بسيطه لا يوجد بها تعقيدات لغويه.
علاقة نجيب محفوظ بسلامه موسى بترجع لوقت ماكان نجيب محفوظ لا يزال طالب يدرس فى الجامعه ، فى هذه الفتره ، و هو عنده 19 سنه ، ظهرت أول مقالاته فى عدد أكتوبر 1930 لمجلة " المجلة الجديدة " الذى كان يصدرها سلامه موسى و كان عنوان المقاله " احتضار معتقدات وتولد معتقدات " ، و فى 3 اغسطس 1934 بعد ماتخرج مباشرة نشر له سلامه موسى أيضا فى " المجله الجديده " أول قصصه و كان عنوانها " ثمن الضعف ".